“الزبالون والمثقفون”.. حديث نجيب ساويرس يثير غضب أدباء مصر… و يوسف زيدان يرد «تأدَّب ولا تخض فيما ليس لك به علم»
أثار رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس جدلا واسعا في مصر خلال كلمته في حفل توزيع جوائز ساويرس الثقافية، قائلا إن والدته كان لها فضل كبير في خروج الجائزة للنور.
ووفقا لما نشرته صحيفة “أخبار اليوم” ، فإن ساويرس قال إن والدته كانت تصطحبه إلى حي “الزبالين” (جامعي القمامة)، وتوصيهم بالفقراء في مصر، ليتفق مع أخويه سميح وناصف على إنشاء مؤسسة معنية بالثقافة، بعدما أوصتهم والدتهم بالفقراء، قائلا: “ربنا وفقنا وعملنا المؤسسة دي وكنا في الأول نقطة في محيط ودلوقتي بقينا نقطة في بحر”.
وردا على وصف “الزبالين” قال الكاتب المصري الكبير يوسف زيدان: “ليس من عادتي التوقف عن سفاسف الأمور ومحقرات الأخبار، مثل كلامه هذا المنشور والمنتشر منذ أمس بشكل كبير، وأثار في نفسي التقزز” معتبرا أنه حديث يستوجب الرد.
وتحدث زيدان عن الأدباء وقيمتهم في المجتمع، وكيف أنهم ثروة حقيقة ومنارة له: “من هنا نعرف الجاحظ وشكسبير وابن سينا ودانتي والمتنبي وبرخيس والأصفهاني وغيرهم (…) ولا نعرف الأثرياء الذين عاصروهم ثم انطمروا فور وفاتهم”.
ورأى زيدان أن كثيرا من الأدباء المصريين كانوا أكثر ثراء من نجيب ساويرس، وأغنى منه في الحقيقة على حد وصفه “لأنهم لم يتهالكوا على جمع الأموال وزيادتها، وكانت ثرواتهم أنفس من النقود والحسابات البنكية”.
وأضاف زيدان في منشوره عبر صفحته الشخصية موجها حديثه لساويرس، أنه يشهد بحق أن “يحى حقي، كان أغنى منك بكثير، وكذلك كان نجيب محفوظ، وطه حسين وغيرهم من الأدباء المصريين الذين عاشوا قانعين واستغنوا بما في أيديهم فلم يسعوا وراء هوس زيادته”
ووجه الأديب الحاصل على جائزة البوكر، النصح لساويرس قائلا: “احفظ لسانك مستقبلا وتأدب في لفظك ولا تخض بجارح المفردات فيما ليس لك به علم”.
وكان نجيب قد ذكر أمر اصطحاب والدته له لحي “الزبالين” والفقراء في مرات أخرى أيضا، مشيرا إلى أنها كانت تصطحبهم يوم الجمعة لحي الزبالين، (شرقي القاهرة) وتخبرهم أن يشاهدوا كيف يعيش البعض، ويشكروا الله على النعمة ويفكرون ما الذي سيفعلونه للناس حين يكبرون.
وتعد جائزة ساويرس الثقافية أحد أهم برامج مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية في دعم جهود التنوير الثقافي وإثراء روح الأمة وبعث نهضتها، بحسب بيان للمؤسسة.
وأطلقت الجائزة في عام 2005 لاختيار الأعمال الأدبية المتميزة لكبار وشباب الأدباء والكتاب المصريين بهدف تشجيع الإبداع الفني وإلقاء الضوء على المواهب الجديدة الواعدة وتكريم النخبة من قامات الأدباء والكتاب عن أعمالهم الإبداعية في مجالات الرواية والقصة القصيرة والسيناريو السينمائي والنص المسرحي والنقد الأدبي والسرديات الأدبية، وأدب الطفل.