حاز التسجيل الصوتي للفنان الأردني المعتزل، أدهم نابلسي، الذي يتلو فيه القرآن الكريم على اهتمام الكثيرين وتحديدًا بعد إعلانه اعتزاله الغناء نهائيًا لأسباب دينية.

وتفاعل جمهور الفنان مع المقاطع الصوتية لـ«نابلسي» حيث يتقن التلاوة بصوته الرخيم، ونال الإشادات على تلك المقاطع الصوتية.

كان الفنان أدهم نابلسي أعلن اعتزاله الغناء، خلال فيديو عبر قناته الشخصية بـ«يوتيوب»، وقال: «في خبر سعيد جدًا بالنسبة لي، كل شخص فينا عنده أهداف بحياته، دائمًا يحاول تحقيقها، لكن هل سألت نفسك لما توصل لهدفك شو راح تعمل بعد ذلك، هل سوف تضع أهدافًا جديدة أو ما ستفعل؟».

واستكمل: «الهدف الرئيسي لوجودنا في الحياة، يمكن أنا وكثير من الناس غافلين عنه، هو إن وجودنا في الحياة لنرضي رب العالمين، ونكون مثل ما ربنا أمر».

واختتم كلماته: «بالنسبة لي الهدف اللي كنت ماشي فيه والحلم اللي كنت ناوي أحققه، ما يرضي رب العالمين، وأغلب المقربين مني عارفين إن هييجي يوم واعتزل، فالحمد لله بفضل الله اعتزلت الغناء نهائيًا».

من هو أدهم نابلسي؟
أدهم دياب فريد نابلسي هو مغني أردني، من مواليد عمَّان، وكان متسابقًا في البرنامج الغنائي «إكس فاكتور» وقد تمكن من الوصول إلى المراحل النهائية في البرنامج ولكن لم يحالفه الحظ في الحصول على اللقب.

استطاع أن يثبت ذاته فنيًا، بإطلاقه أغنية «هو الحب» التي لحنها ونالت 100 مليون مشاهدة في 5 أشهر، كما شارك في مهرجان قرطاج الدولي.

كانت والدته وراء دخوله عالم الفن حيث شجعته على الغناء، وأصرت عليه بأن يشارك في برنامج المواهب «إكس فاكتور»، وقد اختارته لجنة التحكيم للمرحلة الثانية، ليستمر حتى المراحل النهائية، وظل وحده ينافس حتى النهاية ضمن فريق الفنان وائل كفوري وبعد انتهاء البرنامج، عاد إلى حب حياته ليتزوجها، وهي تصغره بأربع سنوات.

وفي عام 2013 طرح أولى أغانيه، والتي تحمل اسم «قصتنا خلصت»، ليحقق نجاحًا، وتوالت أعماله الفنية بعد ذلك بين الأغاني المنفردة والألبومات والحفلات، كما أحيا أولى حفلاته في مصر عام 2013 واستمر في حياته الفنية حتى أعلن اعتزاله.

فنانون اتجهوا لتلاوة القرآن الكريم
يذكر أن الفنان أحمد سعد ظهر خلال مقطع فيديو منذ أكثر من عام ويقرأ القرآن داخل أحد المساجد مستعينًا بموهبته الصوتية محاولًا إجادة القراءة بطريقة صحيحة، ولم يكن «سعد» وحده من الفنانين الذين رغبوا في تلاوة القرآن الكريم، بل فعلها الفنان بهاء سلطان حيث نشر مقطعًا منذ سنوات ويقرأ سورة الرعد.

وعلق عليها قائلا: «بسم الله الرحمن الرحيم وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ صدق الله العظيم».

ونال إعجاب الكثيرين حيث طالبوه بتكرار تسجيله للقرآن الكريم بصوته قائلين: «اهتم واستمر أنت موهبة غير عادية»، فيما ظهر الفنان تامر حسني ويردد الأذان بصوت عذب.

كذلك الفنان الإماراتي حسين الجسمي بتسجيله لآية «الكرسي»، من سورة «البقرة» بصوت مؤثر، وإجادة كبيرة بقواعد وأحكام التلاوة، كما تلا الفنان السعودي محمد عبده أكثر من آية قرآنية مُتقنًا إياها.

وينضم لهؤلاء الفنانين، على الحجار، حيث صرح في عدد من لقاءاته الإعلامية بأنه الفنان الأول الحاصل على إجازة من الأزهر الشريف بقراءة القرآن الكريم، لذلك اتجه إلى إطلاق تسجيلات أثناء قراءته القرآن.

حيث ذكر في لقاء تلفزيوني عام 2009 عبر إحدى القنوات المصرية الخاصة، أن من شجعه على تسجيل القرآن هو اعتماد الأزهر له كمقرئ، بعدما استعانت به الدكتورة زينب زمزم في برنامجها «قصص الأنبياء والصحابة» ليقرأ في كل حلقة منه سورًا قرآنية توضح أسباب نزولها في ثلاثة مواضع من الحلقة.

وأشار الحجار إلى أن: «السيناريست ناصر عبدالرحمن عندما صلى خلفي وكنت إمامًا في أحد المساجد وعلم أن صوتي جيدا في تلاوة القرآن طلب من الدكتورة زينب زمزم أن تستعين بي في قراءة القرآن في ثلاثة أماكن من كل حلقة، ثم عرضنا أول 5 حلقات على الأزهر فوافق على البرنامج، كما وافق على منحي إجازة لصوتي كقارئ للقرآن، وهذا لم يحدث مع أي مغني من قبل وذلك أمر أسعدني كثيرًا».

وحينما سئل حول إمكانية انضمامه لنقابة قرّاء القرآن الكريم، قال إنه لا يعلم إن كان اعتماده من قبل الأزهر للبرنامج فقط أم كمقرئ عام، وإن كانت النقابة ستلزمه بامتحان ثانٍ أم لا، موضحًا أنه أقام استديو للتسجيلات الصوتية والموسيقية في منزله، وأنه كلما رغب في تسجيل أي من سور القرآن دخل الاستديو وسجلها.

وتابع «الحجار»: «لقد فعلت ذلك من أجل أن أقدم عملًا طيبًا في ميزان حسناتي، وليس لأغراض تجارية بحتة، وهذا الموضوع ليس سهلًا كما يتصور البعض، لأن تلاوة وترتيل القرآن عمل غير عادي».

كما كانت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم من أبرز الفنانين المشاركين في تلاوة القرآن الكريم، ولها مقطع صوتي نادر في قراءة القرآن.

أما الفنان محمد عبدالوهاب فله أيضًا تسجيلات صوتية أثناء ترتيله القرآن الكريم، من بينها تسجيل نادر لسورة «الضحى».

إذ كان الموسيقار قد التحق في طفولته بكتّاب جامع «سيدي الشعراني»، بناء على رغبة والده، الذي أراد له أن يلتحق بالأزهر الشريف، فحفظ أجزاء عدة من القرآن الكريم، قبل اتجاهه للغناء، وكان يفضّل الاستماع إلى الشيخ سلامة حجازي والشيخ عبدالحي حلمي وآخرين، وكان يلاحقهم في الموالد والأفراح ليستمع إليهم.