يحتفل اليوم الثلاثاء النجم الكبير صلاح عبد الله بعيد ميلاده وسط عائلته وأسرته، حيث ولد صلاح عبد الله يوم 25 يناير في حي بولاق أبو العلا، عاش فيها 6 سنوات من طفولته، لينتقل بعدها وهو في سن 7 سنوات مع أسرته إلى حي بولاق الدكرور.
قرر صلاح عبد الله تكوين فرقة مسرحية للهواة أطلق عليها اسم “تحالف قوى الشعب العامل”، خلال دراسته فى الجامعة، لأنها ضمت بعض العمال والحرفيين، بالإضافة إلى زملائه من الطلاب.
جاءت الانطلاقة الحقيقة في مشوار الفنان صلاح عبد الله بعد مسلسل “سنبل بعد المليون”، حيث توطدت علاقته بالجمهور، وقدم عددا من الأعمال التليفزيونية، كان أبرزها “ذئاب الجبل”، حتى اقتحم عالم السينما وتميز في الأدوار الكوميدية التي وضعته في مصاف كبار النجوم، حيث حصل على جائزة أحسن ممثل من جمعية الفيلم وجائزة المهرجان القومي للسينما، وشارك معظم نجوم الشباك بطولة أفلامهم منهم محمد هنيدى وهانى رمزى وأحمد آدم وغيرهم.
وشارك صلاح عبد الله مؤخراً جمهوره بحكمة وهى:”يجوز إنى أتولدت عجوز أو متولدتش بالأساس أو يمكن لسة هتولد بميعاد لسه مجاش.
وكتب: “مع إقتراب ذكرى يوم مولدي الـ67 أنشر عليكم تخريفة التخاريف”، واللي يقدر يفهمها ياريت يفهمالي وبتكلم جد”.
صلاح عبد الله (25 يناير 1955 -)، ممثل مصري.
الكوميديا في حياة ذلك الفنان طبيعة تجري في دمه، وتمثل إحدى مكونات شخصية الإنسان قبل الفنان. عندما تلتقي به تشعر ببساطة حياته وتلقائية حديثه وبحسه الكوميدي العالي. وعلى الرغم من بداياته الكوميدية، إلا أن الفنان صلاح عبد الله الذي فاجأ الجماهير العربية هذا العام بتجسيد شخصيتين مغرقتين في التراجيديا، هما شخصية الزعيم مصطفى النحاس في مسلسل «الملك فاروق»، وشخصية فوزي الدالي في مسلسل «الدالي»، واللتان نجح في تقديمهما بنفس قدرته على تقديم الأدوار الكوميدية التي برع فيها عند بدايته التي شبهه فيها البعض بالكوميديان الراحل نجيب الريحاني. هذه الأيام يعيش صلاح عبد الله مرحلة من النضج والتألق الفني جعلته يتجاوز الأدوار الخفيفة ويقدم أعمالا ذات مضمون، بالإضافة إلى تعبيرها عن الصراع النفسي للشخصيات التي يقدمها، سواء على شاشة التلفزيون أو السينما، وهو ما يعبر عنه بقوله: «أتمنى أن تبقى هذه الأعمال في ذاكرة رصيدي وأن يتباهى بها أولادي من بعدي». ولد صلاح عبد الله عام 1955 في حي بولاق أبو العلا الذي عاش فيه ست سنوات من طفولته، لينتقل بعدها وهو في السابعة من عمره مع أسرته إلى حي بولاق الدكرور القريب، وهو ما يعلق عليه بقوله: «عشت أكثر من نصف عمري الأول ما بين بولاق أول وبولاق ثان، وهذا الذي كان وراح، واللي فات، والبركة في اللي آت». لم يكن في طفولة صلاح عبد الله ما ينبئ بعشق الفن والاهتمام بعالم التمثيل، حيث ركز اهتماماته في كتابة الشعر السياسي والعمل بالنشاط السياسي المتاح لمن هم في مثل حالته، حتى أصبح أمين شباب حي بولاق الدكرور والدقي. وعند التحاقه بكلية التجارة للدراسة فيها، جذبته فرقة تمثيل الجامعة، وأعجب بما تقدمه من اعمال مسرحية على خشبة مسرح الجامعة، فقرر تكوين فرقة مسرحية للهواة أطلق عليها اسم «تحالف قوى الشعب العامل»، لأنها ضمت بعض العمال والحرفيين، بالإضافة إلى زملائه من الطلاب، وهو اتجاه لم يكن معمولا به في تلك الفترة، إلا أن الفرقة نجحت في لفت الأنظار إليها، حيث قدم من خلالها كممثل ومخرج عددا من العروض المسرحية لكبار الكتاب في تلك الفترة ومنها «آه يا بلد» لسعد الدين وهبة و«عسكر وحرامية» لألفريد فرج. ومع انشغاله بالعمل المسرحي، قرر صلاح عبد الله ترك العمل بالسياسة، خاصه بعد نجاحه في كتابة أشعار عدد من المسرحيات التي عمل بها في أدوار صغيرة ومنها «العسكري الأخضر» التي قام ببطولتها الفنان الكوميدي سيد زيان. ويتذكر الفنان صلاح عبد الله تلك البدايات بقوله: «أدين بفضل اكتشافي للمخرج شاكر عبد اللطيف الذي قدمني في مسرحية «رابعة العدوية»، رشحني بعدها للانضمام لفرقة «ستديو 80» التي كونها الفنان محمد صبحي والمؤلف لينين الرملي، وكانت البداية بمسرحية «المهزوز» و«إنت حر». ويمكن القول ان صلاح عبد الله فنان الخروج على النص في الأعمال المسرحية التي قدمها، ولكن من دون إسفاف وهو ما دفعه للدفاع عن ذلك المفهوم بقوله: «أساء الناس فهم كلمة خروج عن النص واعتقدوا أنها خروج عن حدود الأدب، ولكن أنا أرى عكس ذلك؛ فالممثل ما دام يمتلك الخبرة والقدرة والتمكن الذي يستطيع به أن يخرج في الحدود التي لا تتعارض مع الشخصية والخط الدرامي للعمل المسرحي ومن دون إسفاف؛ فإن هذا الخروج يفيد العمل ولا يضره لأنه يرسم البسمة على وجه المشاهد. فهو خروج مطلوب ومستحب وموجود منذ إنشاء المسرح».
بدايته
جاءت معرفة الجمهور الحقيقية بصلاح عبد الله من خلال مشاركته في مسلسل «سنبل بعد المليون» في عام 1987 حين عرض عليه الفنان محمد صبحي القيام بأحد الأدوار الصغيرة، إلا أنها كانت من الأدوار المؤثرة في ذاكرة الجمهور التي علق بذهنها طريقة حديث صلاح عبد الله ونكاته التي منحتهم المزيد من الضحك، وليجذب إليه الأنظار من قبل مخرجي الفيديو الذين قدموه في العديد من الأدوار، إلا أن من اشهرها دوره في مسلسل «ذئاب الجبل» مع الفنان أحمد عبد العزيز وعبد الله غيث وسماح أنور. وهو الدور الذي رسخ أقدامه في عالم التمثيل ومزج في أدائه بين التراجيديا والكوميديا. وعلى الرغم من نجاحه على خشبة المسرح وشاشة التلفزيون، إلا أن علاقة صلاح عبد الله بالفن السابع لم تبدأ قوية، حيث أسند إليه المخرجون أدواراً صغيرة في عدد من الأفلام التي قدمها كبار المخرجين ومن بينها «يا مهلبية يا» مع ليلى علوي والسيناريست ماهر عواد والمخرج شريف عرفة، و”كرسي في الكلوب” مع لوسي ومدحت صالح. إلى أن توثقت علاقة صلاح عبد الله بالسينما وليقدم عدداً من الأفلام المهمة التي وضعته بين مصاف النجوم، بدءاً من فيلم «الرغبة» مع نادية الجندي وعلي بدرخان، وفيلم «مواطن ومخبر وحرامي» مع هند صبري وخالد أبو النجا والمخرج داود عبد السيد، و«دم الغزال» مع الكاتب وحيد حامد والمخرج محمد ياسين، والفنان نور الشريف ويسرا ومنى زكي، و«الرهينة» مع المخرجة ساندرا والسيناريست نادر صلاح الدين، وأخيراً فيلم «الشبح» الذي قدمه في الموسم الماضي وحقق من خلاله المزيد من النجاح عبر شخصية الشرير التي أداها باقتدار وقد كتب النقاد يقولون عنه في هذا الدور: ان أداء صلاح عبد الله كان متميزا طوال الفيلم، فدور الشرير الذي أداه لم يكن يحتاج إلى انفعالات زائدة عن الحد وهو ما أدركه صلاح عبد الله بموهبته، فأدى الدور بسلاسة وسهولة ليخرج بالشخصية إلى بر الأمان.
نقادها
وعلى الرغم من الإشادة التي تحدث عنها النقاد للعديد من الادوار التي أداها صلاح عبد الله فيما قدمه على شاشة السينما، إلا أنه يكن المزيد من الإعزاز لفيلمه مع داود عبد السيد «مواطن ومخبر وحرامي» الذي يقول عنه: «هذا الفيلم هو الأهم في مشواري الفني، فالفضل في نجاحه بعد الله عز وجل يعود لمخرجه داود عبد السيد الذي كان التعامل معه شيئا جميلا وممتعا في جميع المراحل». ويضيف صلاح عبد الله: «في الماضي كان لدي قناعة أنني ممثل محترف ويجب أن أقدم كافة الأدوار سواء الجيدة أو التي يكون فيها الاستسهال عنصراً أساسياً، ولكن مع مرور السنين، اختلف الأمر بالنسبة لي وباتت الجودة هي المعيار الأول والأخير لقبولي الدور أو رفضه». وفي الوقت الذي يجسد فيه صلاح عبد الله أدواراً لافته للنظر، يؤكد عدم حلمه بالبطولة المطلقة مبرراً ذلك بقوله: «لكي أكون بطلاً مطلقاً لا بد من توافر عدة أسباب أهمها أن تجد قصة تقدمك بشكل جيد، ثانياً أن تجد المنتج المتحمس الذي سيتيح لك الفرصة من دون بخل في الإنتاج، وعلى سبيل المثال طلعت زكريا وهو من الجيل الذي جاء بعدي بذل فعلاً جهداً ولم يرفض أداء مشهد أو مشهدين في فيلم إلى أن وصل إلى النجومية والبطولة المطلقة وكان محظوظاً في أن يجد منتجاً قدمه بشكل جيد في البطولة، كما وشارك في دبلجة كثير من افلام الكرتون بصوته مثل دور (ماطن) في فلم السيارات الجزء الأول ».
الجوائز في حياة صلاح عبد الله قليلة جدا على مستوى الاحتراف ولكن في مجال الهواية فاز بالعديد منها، كأحسن ممثل وأحسن مخرج على مستوى الجمهورية وذلك من خلال مسابقات المسرح الجامعي ومسابقات الثقافة الجماهيرية. أما في مجال الاحتراف، فقد جاءته عبر دوره في فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» منها جائزة جمعية الفيلم كأحسن ممثل دور أول، وجائزة المهرجان القومي للسينما. عندما ترى صلاح عبد الله تظنه لتوه غادر قطار الصعيد فملامحه تنطق بالجدية ووجهه يمنحك احساسا بالطيبة والبراءة؛ وأسلوبه يتميز بالتلقائية في الأداء؛ لم يطمح يوماً إلى أن يكون النجم الأوحد ولم تجتاحه أمراض الشهرة لكن طموحاته في الفن بلا حدود