سري النجار بطل فيلم الســــاحر: عايش في السويد ومزورتش مصر من 15 سنة.. محمود حميدة أبي الروحي ومنة شلبي أكثر بنات جيلها موهبة
ارتبط الجمهور المصري بفيلم الســـاحر للفنان الراحل محمود عبدالعزيز لأنه برع فيه بإتقان شديد، وكان الظهور الأول للفنانة منة شلبي وكتب شهادة نجاح العديد من النجوم منهم الفنان سري النجار
كان من أحد ابطال هذا الفيلم شاب ربما لا تتذكر اسمه، لكنك بكل تأكيد تتذكر دوره في فيلم الســـاحر، من خلال شخصية حمودة، الذي كان يحب منة شلبي، ضمن أحداث الفيلم الشهير للمخرج الراحل رضوان الكاشف.
بعد 20 عامًا من الغياب، عاد اسم الفنان المصري سري النجار يتردد مجددا بعد تداول رواد السوشيال ميديا صورًا حديثة له مع ابنته الوحيدة.
لو شاهدت فيلم الســاحر قبل عشرن عامًا فالأكيد أنك مازلت تتذكر هذا الشاب الواقع في غرام “نور” ، إبنة الساحر محمود عبد العزيز التي جـــ سدت دورها منة شلبي .
رائعة رضوان الكاشف ، لم تكن التجربة السينمائية الفريدة الوحيدة للممثل الشاب سري النجار وقتها ، فأمام كاميرا أسامة فوزي جــ سد واحدًا من أهم أدواره في فيلم ” جنة الشياطين” بطولة النجم الكبير محمود حميدة ، ثم واصل الشاب الموهوب رحلته مع وحيد حامد وسمير سيف في فيلم “ديل السمكة” .
في هذه الفترة تنبأ الجميع بمولد نجم شباك جديد ، ممثل معجون بالموهبة وملح السينما الذي يمنح صاحبة مذاقا بعيدًا عن إكليشيهات النجومية التقليدية ، ولكن وسط كل هذا كتب سري نهاية رحلته مع الفن بقرار مفـــاجيء، الهجرة إلى السويد والبحث عن حياة جديدة ، وتكوين أسرة صغيرة ، حياة هادئة بعيدة عن صــ خب هوليوود الشرق ، وكأنها منحت سري الأمان الذي يبحث عنه بعيدًا عن دائرة الضوء .. ولكن يظل السؤال : لماذا ابتعد عن السينما المصرية وهاجر قبل عشرين عامًا ؟
سبب ابتعاد سري النجار عن السينما
قال الفنان سري النجار النصيب وحده هو سبب ابتعاده عن الفن، حيث تعرف على زوجته، وعاشا قصة حب، وقرر بعدها السفر معها، وأنجبا أبنتهما الوحيدة ” صفية “، وتنقل بين فنزويلا والسويد إلي أن استقرت حياتهما في السويد تماما.
تابع: لم يكن هدفي البطولة ، أنا كنت أمثل حبا في الفن لا لشيء آخر ، كنت أمثل في مسرح الجامعة الأمريكية ، وشاهدني المخرج الكبير الراحل أسامة فوزي في الحقيقة هو صاحب فضل كبير علي.
وأضاف: الحكاية مع أسامة فوزي بدأت حينما أرسل لي مساعده ، بعد أن شاهد العرض المسرحي طلب مني أنا وبعض زملائي أن نذهب لمكتبه لعمل كاستينج لفيلم ” جنة الشياطين “.
واختارنا فوزي من بين ألف وجه وقتها ، خاصة أن أعلن عن الكاستينج بأحد الجرائد القومية ، هذا الفيلم أول تجربة لي في السينما ، و ساعدنا أسامة رحمة الله عليه كثيرًا فيها خاصة أنني لم أكن أجيد قراءة اللغة العربية تماما لأن تعليمي كله كان باللغة الانجليزية ، كما ان عروضي بالجامعة الأمريكية كانت إما بالإنجليزية أو بالعامية وفيها مساحة ارتجال .
ولفت إلى أنه اشتغل معه على الشخصية التي لعبتها في الفيلم، و صديقه عمرو واكد وصلاح فهمي أيضًا كانا في بدايتهما مثله، وكانت معهم كارولين خليل ، والتي يعرفها هي الأخرى من الجامعة الأمريكية ، ثم بدؤا البروفات والتحضيرات
ويردف: أذكر أن كل مشاهدي كانت ليلية ، وكنت مرتبطا بأعمال خاصة في الصباح ، ولن أنسى لأسامة فوزي أنه كان يراعي ذلك جيدًا ويعمل على راحتي ، كان مهتما بكل كلمة ، مهما حكيت عن اختلافه و تميزه لن استطيع أن أعطيه حقه ، أنا تعلمت علي يديه كل أصول السينما فهو أستاذي ، ومحمود حميدة أعتبره ” أبي الروحي ” ، لأنه كان أول فنان أقف أمامه في السينما ، في فيلم من انتاجه ، تحمس لي ومعي عمرو واكد و صلاح فهمي ، و قدم لنا كل الدعم
وتعلمنا واستفدنا من خبرته الكثير و الكثير ، لذا من وجهه نظري فيلم “جنة الشياطين” ليس مجرد فيلم مختلف في حياة كل من قدمه ، لكن يعد فيلما أكثر تميزا عن غيره من الكثير من التجارب السينمائية في مصر ، أنا مدين بالفضل للراحل اسامة فوزي لأنه اكتشفني وعلمني كل أصول السينما ، و أبجدياتها .
سري النجار يتحدث عن فيلم الســـاحر
يقول الفنان الشاب: جمعتنا إحدى الجلسات في سهرة ما، وعرض على المشاركة في الفيلم، سعدت جدا بلقاء الســـاحر محمود عبد العزيز، ومنة شلبي أكثر بنات جيلها موهبة، طبيعية، استمتعت بالعمل معها، كانت تجربة مختلفة، كما إنني استمتعت بالعمل مع صديقي ميكا، لأنني أنا وهو عشرة العمر.
ويؤكد النجار أن آخر مرة زار فيها مصر كانت من حوالي 15 سنة، بسبب ارتباطه بالسويد بزوجته وابنته، و كذلك عمله
تابع: أتواصل مع كثير من أصدقائي في مصر مثل يسري نصر الله، محمود حميدة، ناهد نصر الله، سهيل البلتاجي، منة شلبي، أنا حقيقي مفتقد الناس، مفتقد القاهرة بشكل عام و ليلها.
وعن عودته للسينما قال: في الحقيقة لا أرغب، وحسب معلوماتي أن السينما المصرية ليست في أفضل حالاتها، تمر بظروف صــ عبة، كما أن الكتاب والمخرجين لا يعطون الأمل للناس، في ظل ظروف اقتصادية صــ عبة، مهمة السينما أن تعطي الأمل للجمهور، لا تحــ بطه أكثر.
وأكد: ليس لدي شروط، المهم عندي الدور الجيد، كما أن الأستاذ أسامة فوزي الله يرحمه، عرض على دورا في آخر أفلامه ” بالألوان الطبيعية “، ووافقت لكنني لم أستطع التوفيق بين تصويري في مصر، وعملي هنا
كما أن الفيلم تم تأجيل تصويره أكثر من مرة، أنا محظوظ أنني عملت مع أهم المخرجين والكتاب في مصر مثل مصطفي ذكري في فيلم “جنة الشياطين”، والأستاذ حيد حامد رحمة الله عليه في فيلم “ديل السمكة”، ويسر السيوي في فيلم “الســـاحر”.
طبيعة عمل سري النجار في السويد
قال الفنان: أقوم بتدريس التمثيل لعدد من الطلبة هنا، بالإضافة إلى تدريب الممثلين في ورش خاصة لتطوير الأداء ، بالإضافة الى عملي في مجال الرسم على الزجاج وهذا بعيدًا عن التمثيل تماما .
وعن سبب تسمية ابنته الوحيدة: هو اسم غـــ ريب بعض الشيء لرجل يعيش في أوروبا، جاء في بالي، أعجبت به، تحـــ مست له، واقترحته على زوجتي، وشرحت لها معني الاسم وافقت على الفور عليه.
من هو سري النجار ؟
بدأ سري النجار علاقته بالسينما من خلال مكتشفه المخرج الراحل أسامة فوزي في فيلم جنة الشياطين عام 1999، من خلال شخصية عادل مع الفنان محمود حميدة ولبلبة.
وكان أسامة فوزي قد شاهده على أحد المسارح وكان يقدم عرضًا مسرحيا، وطلب عمل كاستينج من أجل “جنة الشياطين” ، واختاره من بين ألف شخص مرشح وقتها لأن الكاستينج كان بإعلان نشر فى أحد الجرائد.
وقال سري النجار إن جنة الشياطين كان أول تجربة له وساعده أسامة فوزى كثيرا لأنه لم يكن يجيد قراءة العربى وكانت أغلب العروض التى يقدمها في الجامعة الأمريكية فاشتغل معه على الشخصية التى لعبها فى الفيلم وكان معه عمرو واكد وصلاح فهمى وكارولين خليل وبدأت البروفات فى مكتبه بوسط البلد.
كما يعتبر أن محمود حميدة هو الأب الروحى وأول فنان يقف أمامه سينمائيا وفى فيلم من إنتاجه حيث تحمس له.
وقالت منة شلبي في حوار سابق لها عن فيلم الساحر: “ماما لطــ مت” عندما علمت أن زميلي سري النجار قبـــ لني في أحد مشاهد فيلم الساحر، وكان محمود عبد العزيز يطمئنها بأنها قبـــ لات تمثيل وأنها على الوجنات إلى أن شاهدت الفيلم، ورأت هذه المشاهد ولطـــ مت خديها وقالت حجتي ضــ اعت، وطبعًا أنا كنت صغيرة وكان يوما صعـ ـبا جدا في حياتي”.
بعد أفلام قليلة هي جنة الشياطين والمدينة والساحر وخريف آدم وديل السمكة، اخــ تفى لسنوات طويلة ثم ظهر في مسلسل أردني هو مسلسل مخاوي الذيب، لكنه لم يكرر لتجربة، ويعيش سري النجار حاليا في ستكهولم في السويد مع أسرته بعيدا عن السينما والأضواء .
“النجار” درس المسرح والفلسفة فى الجامعة الامريكية ثم سافر الى إنجلترا لدراسة المسرح، بعدها شارك في بطولة فيلم “ديل السمكة” للكاتب الراحل وحيد حامد والمخرج الكبير سمير سيف