خدعها المخرج للظهور “دون ملابس” مع ناهد شريف و”الفانلة” جلبت سخرية زملائها.. بطلة “الحفيد” ميرفت العايدي 7سنوات بين الشهرة والاعتزال
حينما تراها للوهلة الأولى ستتذكرها بتفاصيل وجهها البريء الذي لم تغب عنه ملامح الجمال والنقاء وخفة الظلّ رغم مرور أكثر من 45 عامًا على ظهورها في الفيلم الكوميدي الاجتماعي “الحفيد”.. نعم هي الطفلة “هالة” التي عشقها المخرج عاطف سالم وقرر أن يختم بها مشاهد فيلمه برقصة شهيرة قدمتها على أغنية السبوع “حلقاتك برجلاتك” التي أداها الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي وكريمة مختار، إنها الفنانة الصغيرة الكبيرة الموهوبة ميرفت العايدي.
ميرفت اعتزلت الفن في سنّ 12 عامًا بعد آخر عمل قدمته وهو مسلسل “إلا الدمعة الحز ينة” مع أحمد زكي، وقبل ذلك بسنوات دخلت الفن عن طريق الصدفة وهي في سن الخامسة، عندما ذهبت مع أحد جيرانها الذين يعملون بالاستديو إلى موقع التصوير فشاهدها المخرج عاطف سالم، وكان وقتها يبحث عن طفلة لتجسيد دور “هالة”، بعد أن استكمل اختيار كل الأطفال المشاركين في الفيلم، ولم يعثر على طفلة بمواصفات “هالة”.
ولذلك حينما رآها سالم طفلة شقية تتحرك وتتحدث كثيرًا تبناها فنيًا واختارها في “الحفيد” وعدد من الأفلام بعد ذلك، وتبلغ حصيلة الأعمال التي شاركت فيها 6 أفلام مثل: يارب توبة، غابة من السيقان، ومضى قطار العمر، بص شوف سكر بتعمل إيه، حبى الأول والأخير، ومسلسل واحد هو إلا الدمعة الحز ينة، وكان ذلك ما بين سن 5 و12 عامًا وبعدها ابتعدت عن الفن لأنه- وعلى حد وصفها- كان مرهقًا مع الدراسة، رغم كثرة العروض الفنية التي انهالت عليها، ورغم الشهرة التي فرحت بها كثيرًا، لكن هذه الفرح لم تستمر حينما اكتشفت أنها تقيد حريتها وتزيد من التفاف الناس حولها بصورة أزعجتها كثير، ولذلك قررت ألا تستمر، وخاصة أن أسرتها كانت تدعمها كثيرًا فتركتها على حريتها فلم تعـ ـتـ ـرض على عملها بالفن ولم تتدخل فى قرار ابتعادها عنه أيضًا.
وفي حوار لها مع إحدى المجلات الفنية، تحدثت العايدي عن ذكرياتها مع بعض الأفلام، ومنها “الحفيد” قائلة: “الفيلم كان جميل والفنانين ماكانوش بيمثلوا وكانت المشاهد واقعية ومعبرة عن حياة الأسرة المصرية، ولى ذكريات جميلة فى كواليس الفيلم، فكان كل الفنانين يحبوننى، والفنانة منى جبر اصطحبتنى كثيرا إلى منزلها، وكانت الفنانة كريمة مختار أما حقيقية فى الاستديو، خاصة أن الفيلم كان يضم عددا كبيرا من الأطفال وكنا متعبين جدا، أما الفنان عبدالمنعم مدبولى فكان حنونا جدا وخفيف الظل لأقصى درجة يضحك دائما معنا، وكان عمرى وقتها 5 سنوات، فلم أكن أعرف القراءة وكانوا يوجهوننى ماذا أقول وماذا أفعل وكنت أنفذ هذه التوجيهات بتلقائية، وفي مشهد السبوع شعرى شاط بسبب أحد الأطفال الذى كان يمسك بشمعة بالقرب منى”.
وتابعت: “كان المخرج عاطف سالم يحبنى جدا ويصطحبنى حتى فى مشاويره، وفى المشاهد التى لم أكن مشاركة فيها؛ لأنه أراد أن يصقل موهبتى، ولذلك كان يأخذنى فى كل أفلامه التى يحتاج فيها لطفلة وعملت معه فى فيلم مضى قطار العمر”.
وعن فيلم “يا رب توبة” مع رشدى أباظة ونور الشريف وسهير المرشدي، قالت “كان هناك مشهد تقوم فيه الفنانة سهير المرشدى بوضع مخدة على وجـ ـهى لتـ ـقـ ـتـ ـلنى وكنت خا ئفة جدا وشعرت بأننى سـ ـأ مـ ـو ت، ولكنها طمأنتنى… كانت الفنانة مديحة كامل تحبنى جدا وتصطحبنى معها، وكذلك الفنان الكبير رشدى أباظة كان يحملنى دائما ويقول الفنانة دى بلدياتى لأنه من الشرقية مثلى، وكان كل الفنانين يتميزون بالتواضع والحنان ويعاملوننى مثل ابنتهم”.
وروت عن كواليس فيلم “مضى قطار العمر” بطولة الفنان فريد شوقى وناهد شريف وسمير صبرى وعماد حمدى، وعن أصـ ـعـ ـب مشاهده وهو المشهد الذي تظهر فيه عا ريـ ـة مع والدتها في الفيلم الفنانة ناهد شريف في الحما م قائلة: «رغم صغر سني رفضت أن أظهر عـ ـار يـ ـة في هذا المشهد وأخذوا يقنعونى بأنه لن يراني أحد، وأخلى المخرج الاستديو.. كنت عبيطة وصدقت إن ماحدش هيشوف المشهد ولقيت الناس كلها شافته بعد عرض الفيلم وأصحابي في المدرسة كانوا بيضحكوا عليا بسبب مشهد الفانلة في فيلم الحفيد ومشهد الحمام في فيلم مضى قطار العمر”.
وروت عن تجربتها في مسلسل “إلا الدمعة الحزينة” مع أحمد زكي وأشارت إلى أنها تعتز بهذا المسلسل، وأنها لم تجده فأرسل لها الفنان الراحل هيثم زكي رابطًا للمسلسل، وأضافت: “كان الفنان أحمد زكى، رحمة الله عليه، شخصية جميلة وبسيط ومتواضعا ومتعدد المواهب، وكانت سيارة الاستديو تصطحبنا من بيوتنا فكان طوال الطريق يغنى ويقلد الفنانين، وسافرنا لتصوير بعض المشاهد فى اليونان وكانت معنا الفنانة نعيمة الصغير كما كانت معنا الفنانة ليلى علوى، وكانت وقتها فى الثانوية العامة وتذاكر فى الاستديو، وسافرنا فى أواخر شهر رمضان وكان الأمر مرهقا جدا”.
وحكت عن أصـ ـعـ ـب مشاهد المسلسل، حيث كانت الفنانة نعيمة الصغير تـ ـضـ ر بها لإجبـ ار ها على العمل راقصة، قائلة: “الفنانة نعيمة الصغير تقمصت الدور وضـ ـر بتـ ـنى بجد وشد ت شعرى وأكلت علـ ـقة جامدة جدا، رغم أنها فى الحقيقة من أطيب الشخصيات، وكنت أبكـ ـى فى المشاهد بكـ ـا ء حقيقيا”.
وأضافت: “عملت مع أكبر المخرجين ومنهم عاطف سالم، الذى كان يتحدث دائما فى كل لقاءاته الإعلامية عن موهبتى، وحسام الدين مصطفى، وأشرف فهمى، ورغم أننى لم أدرس التمثيل مثل أطفال التليفزيون الذين كانوا يتدربون على التمثيل إلا أن الكثيرين أشادوا بموهبتى، وصدرت الصحف بعد مسلسل إلا الدمعة الحز ينة لتقول، إن ميرفت العايدى هى فاتن حمامة القادمة”.
وقد استكملت ميرفت العايدي دراستها بكلية التجارة وبعدها تزوجت وأنجبت ابنيها عبد الرحمن وعلي، الأول يبلغ من العمر 27 عامًا وتخرج في كلية الهندسة، والثاني عمره 24 عامًا ودرس التجارة والبيزنس، وتابعت في ذلك “ولادي بيسعدوا لما يشوفوا أدواري ويسألوني ماكملتيش ليه، وابني علي كان عاوز يمثل وهو في الإعدادية ولكن لم يجد فرصة، زمان كان الموهوب بيلاقي ألف يد تمتد له ولكن الآن الوضع تغير”.
ورغم أنها عادةً ما تشتاق للتمثيل إلا أنها لا ترغب في أن تمحو صورة الطفلة الشقية التي عشقها الجمهور من الأذهان، وكانت ترغب في تعويض هذا الحر مان بتقديم برنامج تلفزيوني اجتماعي لكن لم يُقدر له الاكتمال، وقد ذكرت في حوارها أنه تم عمل جروب على “واتس آب” يضم جميع الفنانين الذين مثلوا في الصغر، وأكدت أنهم سيقومون بعمل قناة على “يوتيوب” وسيتم تقديم عمل فني مشترك”.