“ب وح وب وك”.. حروف عربية شكلت رسالة ضمنية من السوبر ستار عمرو دياب إلى جمهوره في حفله الأخير.
هي في الأصل إحدى أغنيات ألبومه المدمج الجديد، ولكنه وكعادته وظفها لتكون الكلمات التي يغازل بها جمهوره في كل حفل، خاصة إذا تزامن الموعد مع طرح أغنية.
الحفل الأخير، الذي أحياه عمرو دياب بمدينة العلمين الجديدة، شمالي غرب العاصمة المصرية، في ختام أيام عيد الأضحى المبارك، شهد حضور أعداد ضخمة من مريدي الهضبة.
وبناء على شروط الشركة المنظمة -بمباركة من عمرو دياب بالطبع- ارتدى الحضور الملابس ذات اللون الأبيض، ليخرج عليهم دياب بأولى رسائله التي يؤكد من خلالها ثقته بنفسه متغنيا بأغنيته “يا أنا يالأ”.
الشركة المنظمة عندما اختارت اللون الأبيض كشرط للحضور لم تأت بجديد، إذ سبق وغنى عمرو دياب في الساحل الشمالي وسط جمهور يرتدي الأبيض، يمكن القول إنه أصبح اللون السائد في حفلات الساحل الخاصة به. إذا ما المختلف؟
الاختلاف لم يكن في اللون الأبيض في الأساس، بل سبقته صدمة كبيرة لفئة كبيرة من المصريين الحالمين بحضور إحدى حفلات الهضبة، إذ وصل سعر تذاكر الحفل إلى 10 آلاف جنيه مصري (550 دولارا أمريكيا تقريبا)، وهو سعر ليس معتادا في حفلات الهضبة.
صحيح أن هناك تذاكر تبدأ من 1500 جنيه مصري (80 دولارا أمريكيا)، ولكن محترفي حضور الحفلات يعرفون جيدا أنهم سيقضون وقت الحفل في الاستماع إلى صوت عمرو دياب فقط ولن يشاهدوه رأي العين العين لبعد المنطقة التي ستحدد لهم بين الحضور.
بالعودة إلى سر اختيار اللون الأبيض بشكل عام من قبل بعض منظمي الحفلات، نجد أن كل منظم يسعى لأن تكون حفلته مختلفة كليا عن مثيلاتها في مصر بشكل عام، وفي الساحل تحديدا، ومع عمرو دياب بشكل خاص، ومن هنا يأتي اهتمام هؤلاء بما يطلق عليه Dress Code.
اختيار اللون الأبيض هدفه التنظيمي “المزمع” من قبل بعض منظمي الحفلات ينحصر في انعكاس أشعة شمس النهار، ويكون ظاهرا مقارنة بالألوان الداكنة.
وقدم الهضبة على مدار ساعتين مجموعة كبيرة من أغنياته الجديدة مثل “ناس حلوة”، والتي كان يغنيها وهو يوجه إصبعه على الجمهور- في إشارة منه إلى أنه الناس الحلوة- ثم أغنية “ب وح وب وك”، و”إنت الحظ” و”هتدلع”.
أما أغنية “وزير السعادة” فكان لها نصيب الأسد في تداولها بين الجمهور مذ طرحها، وكان لها استقبال مختلف في الحفل، خاصة أن عمرو دياب يغني ويصف نفسه في الأغنية بأنه “وزير السعادة”، وهو لقب قد يلتصق الفترة المقبلة.
وكعادته عندما تنتهي أغنية، داعب عمرو دياب جمهوره ووجه لهم التهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
كل شيء كان يسير على أكمل وجه داخل الحفل وفي محيطه وبين مريدي عمرو دياب. إذن أين المشكلة؟
الأمر بدأ مع انتشار صور الحفل على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تم تداولها على نطاق واسع جدا نظرا للهالة الكبيرة التي رسمت حولها بعد خروج شائعات تقول إن سعر التذكرة الواحدة يصل إلى 100 ألف جنيه مصري (5300 دولار تقريبا).
ما لفت نظر محبي عمرو دياب ومتابعيه في المنازل وهم يتداولون صور الحفل هو اللون الأبيض نفسه الذي وضعته الشركة المنظمة كشرط لحضور الأمسية الغنائية، إذا ظهرت صور لمنظر عام للحفل لعدد كبير من الناس يرتدي اللون الأبيض مشكلين ما يشبه نصف دائرة حول مسرح.
هنا خرج الأمر عن السيطرة واختلط على عدم الحضور بين البعض مع استخفاف البعض الآخر، ومع ما يطلق عليه في مصر “زيطة السوشيال ميديا”، إذ بدأ قلة يتحدثون حول “جمهور عمرو دياب اللي بيحج”، ومن يقول “افتكرتها صورة من الحج لحد ما أخدت بالي إنها حفلة عمرو”، ومن ذهب بعيدا بعيدا وقال “كان نفسي أحج معاهم”.
ساعات متصلة هاجت خلالها مواقع التواصل الاجتماعي حول وصف في منطقة معينة لن يخرج عنها، ما دفع عددا كبيرا من المستخدمين إلى مطالبة الجميع بالكف عن “التهريج مع ربنا” كما قال نصا الشاعر الغنائي المصري أمير طعيمة، في منشور له عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
لعل هذا الحفل كان استثنائيا في حياة عمرو دياب، لا للأبيض الذي اكتسى بين الجمهور، ولكن لأنه أول حفل هذا الصيف في الساحل الشمالي بشكل عام، ولأنه يأتي بعد طرح أول تجربة غنائية له تحمل اسم “ميجا ميكس”، وهو ألبوم مكون من 3 أغنيات فقط وتم طرحه عبر تطبيق “أنغامي”.
الأغاني الثلاثة هي “ناس حلوة” من كلمات أيمن بهجت قمر، لحن محمد يحيى، وتوزيع عادل حقي، “ب وح وب وك” من كلمات أيمن بهجت قمر، لحن محمد يحيى، وتوزيع عادل حقي، و”وزير السعادة” من كلمات هاني رجب، ألحان أحمد زعيم، توزيع عادل حقي.
هل انتهت الزوبعة؟ لا لم يحدث بالطبع، فهناك حفلات أخرى لعمرو دياب قريبا في مصر وبالتأكيد ستحمل العديد من المفاجآت، والصدمات.
في هذا الحفل حرص عدد كبير من الفنانين على الحضور من بينهم محمد لطفي وبشرى، بالإضافة إلى الموزع الموسيقي المصري عادل حقي، الذي صعد إلى المسرح، وشارك عمرو دياب في تقديم “ميدلي” من الأغاني التي جمعتهما مثل “قدام عيونك”، “أغيب أغيب”، “أصلها بتفرق”، “مقدرش أنا” و”عكس بعض”.
أطرف ما في الحفل كان صعود شاب خلسة إلى المسرح واتجه إلى عمرو بسرعة شديدة واحتضنه بشدة، وعندنا لحق به الأمن لإبعاده عن الهضبة، طلب منهم عمرو عدم التدخل وتركه وشأنه، ليسجل الشاب في حياته موقفا سيظل يرويه لمعارفه وأولاده مستقبلا، ما دام على قيد الحياة.