ليلى طاهر.. هي واحدة من جميلات الزمن الجميل، فوجهها وجمالها المميزان جعلاها واحدة من نجمات هذا الزمن، حتى وإن لم تحظَ في أغلب أعمالها على البطولة المطلقة، لكنها استطاعت أن تترك بصمة في الأدوار المميزة التي شاركت فيها، فجاذبيتها على الشاشة إستمرت معها لآخر أعمالها.
في 13مارس عام 1939 ولدت شرويت مصطفى إبراهيم، والتي عُرفت بعدها بإسم ليلى طاهرفنياً، وقد درست الخدمة الإجتماعية إذ كان يرغب والدها بأن تصبح أخصائية إجتماعية، لكن رغبتها في الفن حالت دون تحقيق هذا التخطيط من أسرتها، خصوصاً أنها أحبت التمثيل منذ صغرها فكانت تشارك في المسرح المدرسي في كل المراحل الدراسية، وفي الجامعة أيضاً إشتركت في أسبوع شباب الجامعات.
“حجاب” لازمها طوال حياتها
أثناء دراستها الإبتدائية صنعت لها والدتها حجاباً ليلازمها طوال حياتها، فلقد كان وقتها الاعتقاد في الحجاب والسحر موجوداً قبل تطور التكنولوجيا، ولجأت والدتها لهذا الأمر لأنها أثناء خضوعها للإمتحان في المدرسة تركت الورقة فارغة تماماً رغم محاولة المراقب مساعدتها في الاجابة على بعض الاسئلة، فقررت والدتها أن تصنع لها حجاباً أعده لها شيخ لكي يرافقها النجاح فاحتفظت به حتى بعد دخولها التمثيل وحصولها على الشهرة، وفي إحدى المرات نسيت المشهد الذي تصوره وإكتشفت ليلى طاهر أنها نسيت الحجاب يومها، ولكن عندما تزوجت المخرج حسين فوزي أخذ الحجاب منها ليقرأه فوجد طلاسم وكلمات غير مفهومة، ففهمت حينها أن النجاح بالكفاح والموهبة.
إكتشفها رمسيس نجيب وتركت العمل كمذيعة للتفرغ للفن
إكتشفها المنتج رمسيس نجيب، والذي اختار لها اسم بطلة من بطلات قصص الكاتب إحسان عبد القدوس، ووقع الاختيار على ليلى وذلك لحبها الشديد أيضاً للفنانة ليلى مراد، وكانت البداية من خلال فيلم “أبو حديد” أمام فريد شوقي وذلك في عام 1958، وبعدها بعام شاركت في “عاشت للحب” و”قبلني في الظلام” و”حب حتى العبادة”، وفي عام 1960 قدمت “يا حبيبي”.
وإلى جانب التمثيل بدأت أيضاً العمل مذيعة وذلك مع بداية التلفزيون في عام 1960، فقدمت العديد من البرامج الناجحة وفي تلك الأثناء إلتقت بالمخرج التلفزيوني روبير صايغ، الذي شجعها على تقديم برامج ناجحة منها برنامج “مجلة التلفزيون”، وبعدها بفترة طلب منها التعيين كمذيعة إلا انها رفضت وقررت أن تتفرغ للتمثيل.
وفي عام 1961 قدّمت ليلى طاهر”لا تطفئ الشمس” و”وحيدة” و”الحب كده” وبعدها قدمت “آخر فرصة” و”حيرة وشباب” و”صراع الأبطال” و”امرأة في دوامة” و”للنساء فقط” و”الناصر صلاح الدين” و”القاهرة في الليل” و”ثمن الحب” و”سنوات الحب” و”الأيدي الناعمة” و”رجل في الظلام” و”المراهقان” و”الخائنة” و”المدير الفني” و”عدو المرأة” و”زمان يا حب” و”أريد حلا” و”الأزواج الشياطين” و”ثالثهم الشيطان”، واستمرت في مشوارها في الثمانينات بالرغم من اعتزال بعض نجمات جيلها فقدمت اعمالاً مثل “عفوا أيها القانون” و”تضحك الأقدار” و”لمن يبتسم القمر” و”أسعد الله مساءك” و”لا تدمرني معك”.
يوسف شاهين وصفها بـ”الهبلة” بسبب الناصر صلاح الدين
شاركت ليلى طاهر في فيلم الناصر صلاح الدين بشخصية زوجة ريتشارد قلب الأسد، وكانت ترى في بداية العمل بأنها شخصية قوية مثل زوجها فتخوفت كثيراً من قبول العمل، ونقلت وجهة نظرها للمخرج يوسف شاهين والمنتجة آسيا، فقال لها يوسف شاهين “انتي هبلة حد يرفض دور زي دا” وبأنه كمخرج لا يريد فنانة لها الهيبة والصولجان، فهو يريد شخصية امرأة هادئة ومتدينة.
وتعتبر ليلى طاهر أن هذا الفيلم من النقلات المهمة في حياتها، مثل فيلم الأيدي الناعمة.
بطولة مطلقة متأخرة
وعلى الرغم من أن ليلى طاهرلم تحصل على البطولة المطلقة في بدايتها وشبابها حيث كانت تشارك في العديد من الأعمال بأدوار هامة لكنها حظيت بالبطولة بعد أن تجاوزت الخمسين من عمرها، وذلك بشخصية الأم التي نجحت في تقديمها في افلام ومسلسلات عدة، ومن اشهر اعمالها في هذه المرحلة “يوميات امرأة معاصرة” و”القانون لا يعرف عائشة” و”الأسطى المدير” و”الطقم المدهب” ومسلسل “عائلة الأستاذ شلش” و”رجل آيل للسقوط” و”عقدة ماما عزيزة”، وظلت تشارك في العديد من الأعمال مع جيل الشباب فقدمت أم الممثل المصري محمد هنيدي في فيلم “رمضان مبروك أبو العلمين حمودة”، وآخر أعمال ظهرت بها كان “ملكة في المنفى” و”الباب في الباب” و”قصص النساء في القرآن”، قبل أن تبتعد عن الفن.
6 زيجات في حياتها وابن وحيد
تعددت زيجاتليلى طاهر، فلقد تزوجت لأول مرة من محمد الشربيني، وهو والد ابنها الوحيد أحمد، ولكنها انفصلت عنه لرفضه عملها بالفن والتمثيل، وبعدها تزوجت المخرج حسين فوزي وانفصلت عنه أيضاً بعد ثلاث سنوات، والمرة الثالثة كانت من الصحفي نبيل عصمت .
كان الفنان يوسف شعبان هو الزيجة الرابعة في حياة الفنانة ليلى طاهر، إلا أنها كانت الأولى بالنسبة له، حيث تم الزواج بينهما ولكنه لم يستمر سوى 4 سنوات تم الطلاق بينهما 3 مرات خلال تلك الفترة، ليكون الانفصال نهائيا بعد ذلك.
تقابلت ليلى طاهر مع الفنان يوسف شعبان عام 1964، في مسرحية “أرض النفاق”، وعلى المسرح بدأت الحكاية، ورغم رفضها المُعلن للزواج مرة رابعة، إلا أن القلب دق منذ أن شاهدت “يوسف” وأبى أن يتوقف، وكان الآخر أكثر جرأة وأخذ زمام المبادرة، ولأنه من النوع الذي لا يقبل الفشل، حتى قبلت الزواج منه.
وتزوجا لمدة أربعة أعوام انفصلا خلالها ثلاث مرات، حيث إنه بعد أشهر قليلة من الزواج تعرف على شلة أصدقاء لا يحلو لهم السهر إلا بعد منتصف الليل.
بدأ يتغيب عن المنزل كثيرًا، فيذهب نهارًا إلى الاستوديو وليلًا إلى شلته، وأهمل في حق منزله، رغم أنها أرسلت طفلها أحمد ليعيش مع والدتها من أجله، بعدما أحبته بكل جوارحها، إلى أن صارت أخبار سهراته حديث أهل الفن، وأصبح بعضهم يلمح لها من وقت لآخر بأنه يصادق كثيرًا من النساء، وذات يوم احتدم النقاش بينهما فطلبت منه الطلاق كنوع من رد الفعل، ولم تكن جادة، لكنه استجاب على الفور، وألقى يمين الطلاق، وتدخل الأصدقاء من أجل إنقاذ زواجهما أكثر من مرة، إلا أنه وفي كل مرة يعود الزوجان للمشكلات التي تتكرر بنفس السيناريو.
أما الزيجة الخامسة فهي من الملحن خالد الأمير، وبعد الطلاق تزوجت للمرة السادسة، لكن هذه المرة من خارج الوسط الفني.
وقالت ليلى طاهر عن تعدد زيجاتها إنها كانت ترغب في الإستقرار، وأيضاً ألا تتسبب في غضب إبنها الذي كانت تساعدها والدتها في تربيته، لإنشغالها بأعمالها الفنية.
أُصيبت بالتسمم بسبب عشقها للفول
ليلى طاهرتعشق طبق الفول المدمس عشقاً مختلفاً عن اغلب الأكلات، فكان معروفاً عنها هوسها بالفول وقررت أن تتعلم صنعه، إلا انه في احدى المرات قامت إحدى صديقاتها بوضع صبغة ليود معه مما أدى لتسممها، ونُقلت سريعاً للمستشفى وقررت وقتها عدم صنعه مجدداً والإكتفاء بشرائه.
جوائز وتكريمات
خلال مشوارها حصلت ليلى طاهر على العديد من الجوائز، منها درع المركز القومي للمسرح والموسيقى، وجائزة الريادة السينمائية من المهرجان الكاثوليكي، وأيضاً كرمت من مهرجان شرم الشيخ في دورته الثانية، كما حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات من العالم العربي.