المملكة تعيد رسم خريطة كرة القدم العالمية… دوري “روشن” ضمن قائمة أفضل (10) دوريات في العالم، بحلول 2030
المملكة تعيد رسم خريطة كرة القدم العالمية
دوري “روشن” ضمن قائمة أفضل (10) دوريات في العالم، بحلول 2030
48 منصة و360 مليون مشاهد لمباريات الدوري السعودي
المملكة العربية السعودية تعيد رسم خريطة كرة القدم العالمية.. بات الحلم حقيقة ماثلة للعيان، وأصبحت الأندية السعودية محط أنظار نجوم اللعبة الأكثر شعبية في العالم. حين بشّر رونالدو قبل أشهر قليلة بأن الدوري السعودي للمحترفين “روشن” سيصبح بين أفضل خمس دوريات في العالم في ظرف سنوات قليلة.. ظن المحللون أن أسطورة الكرة البرتغالية والأوروبية يحاول اقناع نفسه بانتقاله إلى النصر السعودي في خطوة قلبت موازين سوق الانتقالات في الكرة العالمية.
بضعة أشهر على هذا التصريح، حتى تحول دوري “روشن” إلى الوجهة المفضلة لكبار اللعبة في العالم، قادمين من أقوي الأندية الأوروبية وأعرقها، ومعهم تحولت أنظار المحبين والمتابعين من شتى بقاع الدنيا نحو الملاعب السعودية، وبات السؤال الأكثر إلحاحا لدى الجميع.. ما الذي يمكن أن تستفيده المملكة والكرة السعودية من هذا التحول الكبير في الاستراتيجية الرياضية؟
ضربة البداية
كانت ضربة البداية بتوقيع نادي النصر السعودي مع ثاني أكثر لاعبي كرة القدم تتويجاً بالكرة الذهبية، الرياضي الأكثر متابعة من قبل الجماهير على منصات التواصل الاجتماعي (ما يزيد عن 700 مليون متابع)، الأسطورة العالمية كريستيانو رونالدو، بمثابة البوابة السحرية التي جذبت نخبة من نجوم اللعبة الأكثر شهرة في العالم، حيث وقع نادي الاتحاد مع قائد منتخب فرنسا المهاجم كريم بنزيما، ومواطنه لاعب محور الارتكاز لمنتخب الديوك ونغولو كانتي، ثم البرتغالي جوتا من سيلتيك الاسكتلندي، ومؤخرا مع البرازيلي فابينيو نجم خط وسط نادي ليفربول الإنجليزي.
بدوره استطاع نادي الهلال عقد صفقتين كبريين، الأولى مع البرتغالي روبن نيفيز قائد فريق ولفرهامبتون، ومدافع تشيلسي الانجليزي ومنتخب السينغال خاليدو كوليبالي، ومؤخرٍا النجم البرازيلي العالمي نيمار، قادما من باريس سان جيرمان، وياسين بونو حارس مرمى منتخب المغرب قادما من إشبلية الأسباني.
كرر النصر تجربته مرة أخرى بنجاحه في التعاقد مع محور ارتكاز أنتر ميلان ومنتخب كرواتيا مارسيلو بروزوفيتش، ثم السنغالي ساديو ماني من بايرن ميونخ، وأخيرا أوتافيو إدميلسون قادمًا من صفوف بورتو البرتغالي.
وكذا فعل نادي أهلي جدة الذي نجح في التوقيع مع حارس مرمى تشيلسي الانجليزي ومنتخب السنغال إدوارد ميندي، ومهاجم فريق ليفربول البرازيلي روبيرتو فيرمينيو، وكذلك اللاعب الجزائري رياض محرز من مانشستر سيتي، والموهبة الإسبانية جابرييل فيجا، قادما من سيلتا فيجو، فيما انتقل جوردان هندرسون قائد المنتخب الإنجليزي إلى نادي الاتفاق، كأول لاعب انجليزي يضع قدمه في الملاعب السعودية.
أجهزة فنية .. عالمية
على مستوى المدربين ينتظر محبو كرة القدم السعودية منافسة كبيرة واحترافية عالية، لاسيما بعد التعاقد مع أسماء عالمية، بينها 5 من البرتغال: خورخي خوسيس للهلال، نونو سانتو للاتحاد، بيدرو إيمانيول للخليج، فيليب جوفيا للحزم، جورجي مندوسا للأخدود، وانجليزيان هما: ستيفن جيرارد للاتفاق، روبي فاولر للقادسية، ومن المتوقع أن تشهد الفترة القليلة القادمة صفقات أخرى لمدربين عالميين، للاستفادة منهم في تدريب فرق الدوري السعودي للمحترفين “دوري روشن.
مشروع طموح
وصول نجوم الكرة الأوروبية لم يكن سوى خطوة أولى في مشروع سعودي طموح عبر عن نفسه بعاصفة هذا الصيف، ومقدر له أن يغير عالم كرة القدم كما نعرفه اليوم، ويصنع مركز جديد آخر له في الشرق الأوسط، بعيدا عن الهيمنة الأوروبية على نجوم اللعبة، معززا من قوة المملكة وتأثيرها في عالم كرة القدم العالمية، وليس فقط الأسيوية.
خلف هذا المشروع الكبير، كان هناك رؤية وتخطيط، تجسد في قرر سمو ولي العهد إطلاق “مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية”، لتحفيز القطاع الخاص للمساهمة في تنمية القطاع الرياضي، وتحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل (10) دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال.
كجزء من المشروع، يستثمر صندوق الاستثمارات العامة الذي يمتلك أيضًا نيوكاسل يونايتد من الدوري الإنجليزي الممتاز، في الدوري السعودي للمحترفين، حيث ستخضع الأندية لخصخصة جزئية، وملكية مشتركة من قبل الدولة والقطاع الخاص، ومن ثم استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على 4 أندية كبرى هي “الاتحاد” و”الأهلي” و”النصر” و”الهلال” بنسبة 75%، في مقابل 25% للقطاع الخاص، كما سيتم نقل ملكية نادي “القادسية” إلى شركة “أرامكو” السعودية. وكذلك نادي “الدرعية” إلى “هيئة تطوير بوابة الدرعية”، ونادي “العلا” إلى “الهيئة الملكية للعلا” ونادي “الصقور” إلى شركة “نيوم” السعودية.
بالتوازي مع كل هذه التحركات، كانت البنية التحتية للرياضة السعودية قد شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة على نطاق ملف تطوير المنشآت الرياضية والملاعب وتجهيزها بأحدث التقنيات والمرافق الرياضية، وتعزيز برامج الشباب والأكاديميات الرياضية لاكتشاف وتطوير المواهب الشابة، وتحسين مستوى التدريب وتطوير الكوادر التدريبية المحلية، والاستعانة بالخبرات الأجنبية من حيث الطاقم التدريبي والحكام.
48 منصة .. و360 مليون مشاهد
حينما تعاقد نادي النصر مع رونالدو، تحدث رئيس مجلس إدارة نادي النصر مسلّي آل معمر عن الهدف من الصفقة، لافتا إلى أن تفكير النصر لم يكن يقتصر على مجرد كسب مباراة أو بطولة، بل نقل تجارب اللاعب العظيمة، ومسيرته واحترافيته العالية، ليلهم جيل من اللاعبين السعوديين الشغوفين بكرة القدم.. هكذا كان الحلم الذي من أجله تغيرت خريطة كرة القدم في العالم.
عضو الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سابقاً الدكتور حافظ المدلج كشف عن أن الدوري السعودي حالياً يبث عبر 48 منصة إعلامية على مستوى العالم، بعد أن كان ينقل على قناة واحدة فقط، وبات عدد مشاهدي الدوري 360 مليون مشاهد من 129 دولة حول العالم، ومن ثم ارتفعت القيمة السوقية للمسابقات الكروية السعودية عموماً ومسابقة الدوري على وجه الخصوص، منوها بالأثر الكبير الذي ستخلفه مشاركة اللاعبين العالميين التدريبات والمباريات على اللاعب السعودي المحلي فنيا وبدنيا وسلوكيا. الأمر الذي ينتج عنه، بحسب الكاتب والصحفي راشد الفوزان، الكثير من المكاسب أهمها، تحقيق الاستدامة المالية للأندية وزيادة عائدات القطاع الرياضي، خاصة مع اجتذاب عقود مرتفعة القيمة من الرعاة والشركاء المحتملين، وكثافة الحضور الجماهيري المتوقع لمشاهدة صفوة نجوم العالم يتبارون فوق الملاعب السعودية، مستشهداً بفوز المملكة باستضافة كأس آسيا 2027، الذي تقدمت للفوز به بملف يتضمن جملة من الجهود التطويرية في القطاع الرياضي بشكل عام.
ترويج سياحي
بحسب الفوزان، فإن تواجد نجوم الكرة العالمية في المملكة بمثابة حملة دعائية مستمرة لكل المنتجات الرياضية التي يستخدمونها أو الأماكن التي يزورنها بالمملكة، وهو مكسب ترويجي للمملكة على المستوى السياحي، وعامل جذب كبير للسائحين من مختلف أنحاء للعالم.. وهو أمر لا يمكن فصله عما يحدث من تطوير شامل في القطاع الرياضي السعودي، وصولاً إلى أن يصبح هذا القطاع قوة استثمارية عالمية.