الأولى اعتبرتها “وجه جديد” والثانية اتهمتها بـ”الرشوى”.. فيلم وحيد يشعل أزمة بين نادية الجندي وإلهام شاهين تنتهي في سرادق عزاء
اعتادت النجمة نادية الجندي بين الحين والآخر على أن تشارك جمهورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ذكرياتها عن أعمالها السينمائية أو التليفزيونية السابقة، فقد نشرت مؤخرًا مقطع فيديو من كواليس مشاركتها في فيلم “الرغبة”، الذي قدمته عام 2002، بمشاركة عدد من النجوم، منهم: إلهام شاهين وياسر جلال وصلاح عبدالله وغيرهم.
نادية علقت على المقطع، عبر حسابها على موقع Instagram، كاتبة: “كواليس فيلم الرغبة مع المخرج الأستاذ علي بدرخان.. من أجمل أفلامي التي حازت علي إعجاب كل النقاد والجمهور ومن الأدوار اللي تعبتني نفسياً.. وحصلت علي ٥ جوائز عن هذا العمل منها جائزة دولية.. الفيلم عامل قرابة خمسة مليون مشاهدة علي اليوتيوب.. وحشتني السينما أوي إن شاء الله أقدم لكم قريب عمل كبير”.
تطرُق نادية الجندي للجوائز التي حصدتها عن الفيلم يفتح الحديث طويلًا عن الصراعات التي حدثت بعد انتهاء التصوير بين النجمتين نادية وإلهام شاهين لمحاولة كل منهما خطف الأضواء من الثانية، فقبل أن يبدأ عرض الفيلم تجاريًّا، استضاف أحد البرامج الفنية نادية الجندي وطلبوا منها الحديث عن فيلمها الجديد والذي تخرج به من عباءة الأفلام التجارية إلى أفلام المهرجانات، فقالت نادية إن مفاجأة الفيلم الحقيقية أنها تمنح فرص كبيرة للنجومية للوجوه الشابة إلى جوارها، كما فعلت سابقًا مع احمد زكي في فيلم (الباطنية) عام 1980 وحنان ترك ومحمود حميدة في فيلم (رغبة متوحشة) عام 1991، وفي فيلمها الجديد تقدم للشاشة ياسر جلال وإلهام شاهين.
حديث نادية الجندي أثار بالطبع حفيظة إلهام شاهين والتي كانت ترى في نفسها نجمة كبيرة وقديمة منذ أن قدمت فيلم (العار) مع المخرج علي عبد الخالق مطلع الثمانينات، أي قبل الفيلم بعشرين عامًا، ولهذا فهي لا تقل نجومية عن نادية الجندي، فكيف تضعها نادية في مصاف الوجوه الجديدة، كما اعترضت إلهام على وضع اسمها أسفل اسم نادية الجندي على الأفيش التجاري للفيلم وبمساحة أقل، واعترضت على أن يكتب قبل اسم نادية الجندي لقب “نجمة الجماهير” كما اعتادت في جميع أفلامها منذ منتصف الثمانينات، لأنها ترى أن الفيلم بطولة جماعية.
اعتراضات إلهام شاهين دفعت نادية الجندي للرد عليها قائلة بأن الخطأ كان خطأها منذ البداية لأنها “تتساهل مع الوجوه الجديدة حتى يظنوا في أنفسهم ما هو غير الحقيقة” ما أثار حفيظة إلهام شاهين وردت عليها ردًا قويًّا على صفحات الجرائد والمجلات الفنية، وقالت “لم أعترض علي لقب نجمة الجماهير في أفيشات الفيلم إنما الذي رأي أن هذا اللقب غير مناسب هو المخرج الكبير الأستاذ علي بدرخان، وهو ما جعل نادية الجندي تستشيط غضباً ولم يكن هناك داع لذلك”.
وأضافت إلهام خلال استضافتها في برنامج “لمن يجرؤ فقط”: أنا لم أعترض على لقب نادية الجندي نجمة الجماهير، إنما قلت إنني لا أقتنع أساساً بهذه الألقاب، خصوصاً أنها ألقاب يضعها الممثلون لأنفسهم وليست نابعة من الجمهور بالفعل، وقد تكون هذه الألقاب مقنعة لو كانت الفاظاً نابعة من الجمهور، لأن الجمهور هو الوحيد القادر علي تكريم الفنان ولقب الفنان إذا كان نابعاً منه هو ومن وضعه لا يقارن أبداً بلقب أصر عليه جمهوره.
بعد ذلك عرض الفيلم لأول مرة على هامش مهرجان الإسكندرية في دورته عام 2002 وأشاد النقاد كثيرًا بأداء إلهام شاهين، مما أغضب نادية الجندي التي لم يذكرها النقاد بنفس المساحة التي خصصوها لإلهام، فأقنعت نادية مخرج الفيلم علي بدرخان بأن يشارك الفيلم في مهرجان طرابلس للسينما العربية في لبنان، وهو مهرجان متواضع لم يعتاد المخرجين المصريين المشاركة فيه عمومًا، وقد حصلت نادية الجندي على جائزة أحسن ممثلة من إدارة المهرجان، فتكلمت إلهام للصحافة عن السبب الحقيقي للمشاركة بالفيلم في مهرجان “متواضع” على حد قولها، واتهمت نادية برشوة لجنة التحكيم لمنحها الجائزة ردًا على إشادة مهرجان الإسكندرية بها وبأدائها، وقد اتسعت دائرة الخلاف والشقاق بعد ذلك ووصل الأمر حد تصريح إلهام بأنها مستعدة للمشاركة في بطولة أي عمل مع أي زميلة باستثناء نادية الجندي.
وفي نهاية المطاف، الفيلم لم ينجح تجاريًا كما كان متوقعًا وحصد إيرادات ضعيفة في شباك التذاكر (بلغت 1.85 مليون جنيه طبقًا لموقع ويكيبيديا) وذلك في دور العرض بالقاهرة والإسكندرية، وتفوقت عليه أفلام كثيرة في الإيرادات تم إنتاجها وعرضها خلال نفس العام 2002 مثل: (حرامية في KG2) لكريم عبدالعزيز وحنان ترك و(معالي الوزير) لأحمد زكي ولبلبة و(أمير الظلام) لعادل إمام و(مافيا) لأحمد السقا ومنى زكي، وهو الأمر الذي لم تعتده نادية الجندي في أفلامها السابقة، مما زاد من حرارة المعركة حينما تبادل الاثنان مسؤولية فشل الفيلم.
ولا ننكر أن الصحافة الفنية والبرامج الحوارية لعبت دورًا كبيرًا في تزكية نار تلك المعركة الفنية المشتعلة بالفعل، والتي وصفها كثير من النقاد بأنها تخطت حدود الغيرة الفنية.
وكنوع من المشاحنات غير المباشرة، كانت إلهام شاهين في ذلك الوقت تعد لمسلسل من بطولتها أطلقت عليه اسم (نجمة الجماهير)، فاستشاطت نادية الجندي غضبًا وطالبتها بتغيير الاسم لأنه حكر عليها- كما ترى، فعندّما سئلت عن اللقب، قالت: “أنا لم أطلق على نفسي اللقب، ولكن أطلقه الجمهور والنقاد.. هذا أمر لا جدال فيه فأنا مازلت نجمة الجماهير وسأظل حتى آخر يوم في حياتي رغم أنف الحاقدين والكارهين لي”.
لكن إلهام رفضت وقابلت ذلك بنوع من التصريحات الساخرة من نادية وأعلنت أنه لو تم تغيير الاسم ستنسحب هي من المسلسل بلا رجعة، وتقدمت بشكوى لنقابة المهن التمثيلية، بسبب تصريحات نادية الجندي ضد الفنانين المصريين، وبعد تدخُل بعض الأصدقاء تنازلت إلهام عن الشكوى، ولكن لم تمتنع كلتاهما عن الهجوم على الأخرى، خاصة بسبب لقب “نجمة الجماهير”.. وفي النهاية تم الصلح بين النجمتين الكبيرتين في عزاء والدة الهام شاهين وإن كانا حتى تلك اللحظة لم يلتقيا في عمل آخر بعد “الرغبة”.