في أوائل يونيو الماضي؛ طفت مشكلة تلوث الهواء مرة أخرى على السطح، عندما استحال لون السماء فوق مدينة نيويورك إلى اللون البرتقالي المُروع بعد أن غطى الدخان والرماد الناجم عن الحرائق في كندا المنطقة.
– وتم تحذير ما يصل إلى 120 مليون شخص في 18 ولاية أمريكية من جودة الهواء التي تعتبر غير صحية لأي شخص.
– وهنا تجدر الإشارة إلى أن حرائق الغابات في كندا جاءت هذا العام أشد من المعتاد وأحرقت أكثر من 10 ملايين فدان.
– تُعد الحرارة والجفاف المرتبطان بالاحتباس الحراري المساهم الأكبر في الحرائق التي انتشرت في كل مقاطعة، وقد تفاقم الوضع بسبب نقص رجال الإطفاء.
– وهنا تدق الدراسات ناقوس الخطر إزاء مستوى تلوث الهواء، سيّما بالجسيمات الدقيقة، والتي تجاوزت نسبتها الحد المُوصى به من قِبل الصحة العالمية.
ولكن أولًا، ما هي الجسيمات الدقيقة؟
– تُعد الجسيمات الدقيقة مزيجاً من جزيئات المواد العضوية الصلبة والسائلة العالقة في الهواء وهي تشكل أكبر خطر على الصحة.
– وهي توجد في شكل نوعين إذ يطلق على النوع الأول جسيمات ” PM10″ وهي جسيمات ذات قُطْر أقل من 10 ميكروغرام.
– ويُطلق على النوع الثاني جسيمات “PM2.5” وهي جسيمات ذات قُطْر أقل من 2.5 ميكروغرام وهي ملوثات غير مرئية للعين المجردة.
– في يونيو الماضي، حذرت ولاية نيويورك السكان من أن الجزيئات في نطاق حجم PM2.5 يمكن أن تنتقل بعمق في الجهاز التنفسي ويمكن أن تسبب آثارًا صحية مثل تهيج العين والأنف والحلق والسعال والعطس وضيق التنفس.
– وتُعد هذه الجسيمات من بين ملوثات الهواء الرئيسية الستة التي يتم أخذها في الاعتبار عادةً عند تحديد جودة الهواء بل وتُعتبر الأكثر ضررًا، وفقًا لتقرير صادر حول جودة الهواء العالمية.
– والتقرير صادر عن شركة آي كيو إير (IQAir)، وهي شركة سويسرية تُدير منصة معلومات مجانية عن جودة الهواء في الوقت الفعلي وتتعاون عالميًا مع الحكومات والمنظمات لتحسين جودة الهواء.
– يقول تقرير آي كيو إير إن هذه الجسيمات الدقيقة تنتج في الطبيعة بسبب حرائق الغابات والعواصف الترابية والرملية.
– وكذلك عن طريق النشاط البشري مثل عمليات توليد الطاقة والعمليات الصناعية والزراعية والبناء وحرق الخشب والفحم ومحركات الاحتراق.
– وقد استعرض التقرير العالمي لجودة الهواء لعام 2022، حالة جودة الهواء حول العالم خلال السنة الفائتة. حيث نظر في بيانات جودة الهواء PM2.5 من 7,323 مدينة عبر 131 دولة ومنطقة وإقليما.
– وتمّ قياس بيانات PM2.5 في هذا التقرير بوحدات ميكروغرام لكل متر مكعب (ميكروغرام/ م3) وتجميعها من القياسات المأخوذة من أكثر من 30,000 محطة عالمية لمراقبة جودة الهواء.
– وتتضمن إرشادات جودة الهواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO) كأساس لتصور البيانات والإبلاغ عن المخاطر.
– لم يكن سكان شمال شرق الولايات المتحدة ليصدقوا ذلك، لكن الولايات المتحدة احتلت المرتبة 33 في تلك القائمة عام 2022.
