الذهب يواصل الانخفاض عالمياً بسبب صعود الدولار
الأسواق تنتظر حديث رئيس البنك الفيدرالي اليوم حول السياسة النقدية
انخفضت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي اليوم الأربعاء في ظل ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي، بينما تترقب الأسواق حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول اليوم للبحث عن المزيد من الوضوح بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
تتداول أسعار الذهب الفوري وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1967 دولار للأونصة بعد انخفاض محدود بنسبة 0.1% ليسجل انخفاض لليوم الثالث على التوالي، وقد سجل الذهب يوم أمس أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوعين عند 1956 دولار للأونصة.
الدولار الأمريكي مستمر في التعافي منذ بداية الأسبوع ليزيد من الضغط السلبي على العملات والسلع في الأسواق المالية، فقد ارتفع مؤشر الدولار خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% ليسجل ارتفاع لليوم الثالث على التوالي ويسجل منذ بداية الأسبوع ارتفاع بنسبة 0.7%.
ارتفاع الدولار بدأ من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي التي أشارت إلى أنه من المبكر اعلان البنك انتصاره على التضخم، وبالتالي لم يحن بعد الإعلان عن انتهاء عمليات تشديد السياسة النقدية، ليتسبب هذا في ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي.
تنتظر الأسواق اليوم حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول والذي من المنتظر أن يظهر المزيد من التوضيح بالنسبة للسياسة النقدية واستمرار التشديد النقدي، وذلك بعد اجتماع الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي الذي أظهر حذر في نبرة حديث البنك ما اعتبرته الأسواق إشارة على انتهاء عمليات رفع الفائدة.
ولكن قبل باول أشار العديد من مسؤولي البنك الفيدرالي ومنهم ميشيل بومان، ورئيس البنك في مينيابوليس نيل كاشكاري ورئيس بنك شيكاغو أوستان جولسبي، إلى أن التضخم لا يزال مرتفعا للغاية، وأن أسعار الفائدة من المحتمل أن ترتفع أكثر في الأشهر المقبلة.
وحتى إذا توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤقتًا، فمن المتوقع أن يبدأ فقط في خفض أسعار الفائدة بحلول منتصف عام 2024، مما يحد من أي مكاسب كبيرة على المدى القريب في الذهب. وأشار البنك المركزي إلى أن أسعار الفائدة الأمريكية ستظل أعلى لفترة أطول، ومن المرجح أن تظل أعلى من 5% حتى نهاية عام 2024.
هذا وتشير العقود الآجلة إلى احتمال بنسبة 15% تقريبًا لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى بحلول شهر يناير، لكنها تتوقع احتمالًا بنسبة 20% أن التخفيضات قد تأتي في وقت مبكر من شهر مارس.
من جهة أخرى نجد أن الذهب قد فقد الدعم من تراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق في ظل اقتناع الأسواق أن الحرب في قطاع غزة لن تشهد توسع في رقعتها أو دخول أطراف جديدة، مما دفعهم إلى التخلي عن استثمارات الملاذ الآمن وعلى رأسها الذهب لصالح الاستثمارات الخطرة مثل الأسهم.
الصين تستمر في الهيمنة على سوق الذهب
أشار مجلس الذهب العالمي أن الصين اشترت 23 طن من الذهب خلال شهر أكتوبر الماضي وهو الشهر الثاني عشر على التوالي الذي تزيد فيه الصين احتياطيها من الذهب. ليبلغ احتياطي الصين من الذهب حالياً 2215 طن بزيادة 204 طن عما كان عليه الاحتياطي في بداية العام.
تستمر الصين في قيادة البنوك المركزية في الطلب على الذهب في ظل سياستها المتعلقة بتنويع الاحتياطي لديها، والعمل على تقليل احتياطيات الدولار باستبدال بأفضل بديل وهو الذهب.
الأسبوع الماضي رفع مجلس الذهب العالمي توقعاته بأن البنوك المركزية ستقترب من شراء كمية قياسية من الذهب هذا العام، بما يقارب أو يحتمل أن يتجاوز الرقم القياسي المسجل في العام الماضي.
إن البنوك المركزية اشترت 337 طناً من الذهب خلال الربع الثالث ليعد ثالث أقوى ربع مسجل. وحتى الآن هذا العام اشترت البنوك المركزية 800 طن من الذهب بزيادة قدرها 14% عن العام الماضي.
على الرغم من أن الذهب شهد طلبًا قويًا حتى الآن هذا العام، إلا أن السوق لا يزال أمامه طريق ليحقق الرقم القياسي غير المسبوق الذي سجله العام الماضي والذي بلغ أكثر من 1135 طنًا.
يستمر الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية في دعم أسعار الذهب للصمود أمام حفاظ البنك الفيدرالي على سياسته النقدية المتشددة التي تدعم استمرار الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت.
وقد أشار مجلس الذهب العالمي في تقريره الصادر اليوم أن الذهب قد ارتفع في أكتوبر بنسبة 6.8% ليصل سعر الأونصة إلى 1997 دولار للأونصة وذلك بدعم من التوترات الجيوسياسية الناتجة عن الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
أشار التقرير أن استمرار الذهب في الارتفاع خلال الفترة القادمة يتطلب استمرار المخاطر الجيوسياسية التي تزيد الطلب على الملاذ الآمن، أو تراجع في عوائد السندات الحكومية الأمريكية وأسواق الأسهم في ظل المخاوف من الركود الاقتصادي.
أسعار الذهب محلياً
ارتفعت أسعار الذهب محلياً بدعم من تزايد الطلب على الدولار في السوق الموازية وارتفاع سعره بشكل تدريجي، بينما نجد أن ارتفاع الذهب المحلي يأتي على الرغم من تراجع أسعار الأونصة العالمية بسبب تعافي مستويات الدولار الأمريكي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 2620 جنيه للجرام قبل أن يتراجع ويتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2610 جنيه للجرام. يأتي هذا بعد أن ارتفع يوم أمس بمقدار 20 جنيه حيث أغلق عند المستوى 2615 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 2595 جنيه للجرام.
السبب الرئيسي وراء ارتفاع سعر الذهب المحلي يظل ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي، حيث يشهد الطلب على الدولار تزايد خلال الفترة الحالية بسبب التوقعات باقتراب قرار تعويم سعر الصرف الأمر الذي يدفع المواطنين إلى الإقبال على الدولار تحسباً لهذا القرار.
دولار السوق الموازي يستخدم في تسعير الذهب المحلي ويعد العامل الأساسي في التأثير على السعر إلى جانب العرض والطلب وسعر الأونصة العالمي.
سعر الأونصة العالمي يشهد تراجع تصحيحي خلال هذا الفترة، والطلب على الذهب المحلي يشهد استقرار بدون ارتفاع ملحوظ، الأمر الذي يترك التأثير الأكبر لتحركات سعر صرف الدولار في السوق الموازي.
مستشار وزير التموين لشئون الذهب أشار أن الطلب يشهد توازن خلال الفترة الحالية بين السبائك والمشغولات الذهبية بعد اختلافات كبيرة في الطلب بينهما خلال النصف الأول من العام الذي احتل خلالها الطلب على السبائك اهتمام الأسواق بشكل كبير.
أظهر تقرير اتجاهات الذهب خلال الربع الثالث الصادر عن مجلس الذهب العالمي أن المصريين قد اشتروا ذهب منذ بداية العام وحتى نهاية شهر سبتمبر بمقدار 24.9 طن ذهب بنسبة ارتفاع 87.2% مقارنة مع التسعة أشهر الأولى من عام 2022 عندما كانت مشتريات المصريين بمقدار 13.3 طن.
وأشار تقرير مجلس الذهب العالمي أن المشتريات من السبائك والعملات الذهبية قد انخفض إلى 6.3 طن خلال الربع الثالث بعد أن كان بمقدار 10.4 طن خلال الربع الثاني من العام بنسبة انخفاض وصلت إلى 39.4%. بينما كان الانخفاض بنسبة 4% عند المقارنة مع مشتريات الربع الثالث من عام 2022.
كما انخفضت أيضاً مشتريات المصريين من المشغولات الذهبية خلال الربع الثالث بنسبة 27% بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2022 مسجلة 6.6% طن وهو أقل معدل مشتريات للمشغولات الذهبية في المنطقة.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
استمرت أسعار الذهب في الهبوط لليوم الثالث على التوالي مع استمرار التصحيح السلبي للذهب، ويستهدف السعر الوصول إلى المستوى 1950 دولار للأونصة بعد كسر أدنى مستوى سجله أمس عند 1956 دولار للأونصة.
ويبقى الاتجاه العام لسعر الأونصة العالمي نحو الصعود ومع انتهاء التصحيح قد يعود السعر إلى الارتفاع فوق المستوى 1975 – 1980 دولار للأونصة ليعود إلى إعادة اختبار المستوى 2000 دولار في محاولة الاستقرار فوقه.
أما عن السعر المحلي:
استقرت أسعار الذهب فوق المستوى 2600 جنيه للجرام عيار 21 وبهذا يتحول المستوى إلى مستوى دعم للأسعار، من جهة أخرى تستعد الأسواق الوصول إلى المستوى 2650 جنيه للجرام ومن بعده المستوى 2700 جنيه للجرام.
قد نشهد تصحيح تدريجي يصل بالأسعار إلى المستوى 2600 قبل أن تعاود الأسعار الصعود من جديد إلى المستهدفات الصاعدة.