كوثر شفيق.. “الكومبارس” التي ارتبطت بالمخرج الشهير بعد طلاقه من فاتن حمامة وتشاجرت معه بسبب نجاة
لم تكن يومًا صاحبة الأدوار المتكلمة لكنها امتلكت وجهًا ملائكيًا صامتًا، استغله المخرجون في عدد من الأفلام السينمائية ذات الطابع الرومانسي الغنائي خلال فترة الخمسينيات والستينيات.
كوثر شفيق يمكن حصر مشاهدها على أصابع اليد الواحدة لكنها مؤثرة وحاضرة وبقوة، ولعل أبرز تلك المشاهد التي أدتها أمام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم الوسادة الخالية، أثناء أداء العندليب أغنية «تخونوه» وفيه جسدت كوثر شفيق دور إحدى فتيات الليل العاملات في أحد الملاهي الليلية التي تقع في حب صلاح (عبد الحليم حافظ)، بمجرد سماعه يغني.
ولدت كوثر شفيق في 23 ديسمبر 1930، وبدأت مسيرتها الفنية عام 1954 بفيلم «الحياة الحب» مع ليلى مراد، وظلت خلال 3 أعوام تتنقل بين الأدوار الهامشية حتى كان دورها الأقوى على الإطلاق مع عبد الحليم حافظ في «الوسادة الخالية» لكنها ابتعدت لفترة طويلة بعد النجاح النسبي الذي حققته لتحقق نجاحًا من نوع آخر في حياتها الزوجية.
تزوجت من المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار بعد انفصاله عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عام 1954 بالتزامن مع عام مولدها الفني، وأنجبت له ابنته الثانية دينا.
في حوار صحفي للراحل عز الدين ذو الفقار، قال: “ليس لي إلا فني”، فأغضب هذا التصريح كوثر شفيق، وفق ما يؤكد الكاتب محمود قاسم، الذي أضاف: “إلا أن حبها له كان أكبر فسرعان ما تصالحا.. كوثر شفيق سيدة مخلصة رغم أن زوجها أحب فنه أكثر من أي شيء آخر”.
هذا العشق للفن الذي كانت عليه حالة عزالدين ذوالفقار، عبّر عنه المشهد الأخير من فيلم “القبلة الأخيرة” الذي جسد سيرة المخرج الراحل، وأسندت بطولته للفنان رشدي أباظة.
ويقول قاسم عن هذا المشهد: “انتهى الفيلم بمشهد للبطل يحتضن الكاميرا ويقول: الفن ده حياتي”.
رغم أن مشوارها الفني لم يتخط حيز الأدوار الهامشية لكنها احتلت مساحات البطولة في الانتقادات والنقد والمضايقات التي تعرضت لها بسبب زواجها من المخرج عز الدين ذو الفقار، فقد عُرف عن مخرج الرومانسيات أن مشاعره المرهفة الدافع الخفي وراء نجاح أفلامه فقد كان يعشق بطلات أفلامه حتى انتهاء إعداد الفيلم للعرض، وهو ما كانت تعرفه كوثر وتتعايش معه لكنها في بعض الأوقات لم تستطع مقاومة غيرتها كزوجة، وتسببت بذلك في مشاجرة عنيفة مع نجمة آخر أفلامه.
تلك المشاجرة وقعت بين كوثر شفيق والفنانة نجاة الصغيرة التي لعبت دور إيمان في فيلم «الشموع السوداء» أمام صالح سليم، فقد أحبها عز الدين من خلال السيناريو، الأمر الذي لاحظته كوثر شفيق وسبب لها الكثير من المضايقات خاصة أن نجاة كانت تقطن بالطابق العلوي لمنزل كوثر وذو الفقار في الزمالك، في واقعة أكدها الناقد طارق الشناوي، قائلاً: “نعم الواقعة حقيقية، حطمت كوثر فازة ثمينة لنجاة، كانت تقدر قيمتها حينها بأكثر من 1000 جنيه وقد قابلت نجاة هذا التصرف بالبكاء الشديد”.
ويصف المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار كوثر شفيق، في مذكراته عام 1963 قائلًا: «أظنها الوحيدة التي بإمكانها أن تتحملني وأنا لا أتصور أن أكرهها ولا أستطيع أن أبتعد عنها باقي حياتي».
بعد فترة انقطاع عن الفن عادت كوثر شفيق مرة أخرى من خلال عدة مشاهد ثانوية بعدد من الأفلام منها «الحرام» مع عبد الله غيث، «عدو المرأة» مع رشدي أباظة، «الخروج من الجنة» مع هند رستم، حتى اعتزلت الفن تمامًا عام 1979 بعد آخر أعمالها «ولا عزاء للسيدات» مع فاتن حمامة.